كما اعتادت كلية طب الأسنان بدمشق في كل عام أن يكون لها إنجازها الخاص الذي تفخر به أمام باقي الكليات… فقد أتحفتنا هذه المرة بقيامها بمشروع (الحملة الطوعية لتحسين كلية طب الأسنان)تحت شعار: كما نجعل الابتسامة جميلـــــة… لنجعل كليتنا أجمل, والذي نأمل من خلالها إنطلاقة مثمرة نحو مزيد من التطور والارتقاء .
انبثق الموضوع بفكرة نيرة سرعان ما تحولت إلى حملة كبيرة وواعية بجهود ودعم عمادة كلية طب الأسنان ممثلة بالأستاذ الدكتور محمد اليوسف عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق. والمدرسة الدكتورة ميسون دشاش المشرفة على الحملة ولايمكننا أن ننسى أيضاً كل من الأستاذ الدكتور محمد التيناوي والأستاذ الدكتور ناصر صوان والأستاذ المساعدالدكتور عمار مشلح والأستاذ الدكتور محمود عبد الحق و الأستاذ الدكتور حسين أبو حامد والدكتور حمدو القاضي
وكان لبعض الطلاب والطالبات حظاً وفيراً في المساهمة في هذه الحملة نذكر منهم: د-أميرة نور من قسم التشريح المرضي والمسؤولة عن طرق مكافحة العدوى, ومالك محمد مسؤول عن المكتبة الإلكترونية, و مؤمن راعي البلها مسؤولاً عن منع التدخين, وهافال محمدمسؤولاً عن حماية أجهزة الكلية من الفيروسات.
وللوقوف على آلية عمل هذه الحملة انتقل فريق أسنانك إلى موقع الحدث للتعرف على تفاصيل أكثر حول هذه الحملة المميزة . بداية كان لابد من التوقف قليلاً مع عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد اليوسف لمعرفة آرائه بهذا الصدد :
ماهو انطباعكم عن هذه الحملة سواء من مشاركة الطلاب أو الأساتذة أو حتى رؤساء الأقسام؟
أشعربالغبطة والسرور نتيجة لتعاون الطلاب وتطوعهم بهذه الحملة لتحسين كليتهم من (نظافة-بيئة- منع تدخين)وأعتز وأفخر بوجود مثل هؤلاء الطلاب في كليتن
ما تقييمكم لمستوى النظافة في الكلية بين باقي الكليات؟
أعتقد أنها تساوي جيد جداً مقارنة بالبعض الآخر ونسعى إلى أن تكون الأفضلمن خلال التطبيق الجيد لوسائل مكافحة العدوى
كيف سيكون دعمكم لهذه الحملة؟
سنحاول قدر الإمكان تنفيذ كافة المقترحات التي نراها إيجابية ضمن الإمكانيات المسموح بها
كيف سيتم تطبيق بند منع تدخين المرضى داخل الكلية على الرغم من وجود معظم الأطباء يمارسون هذه العادة؟
يجب الإنطلاق من أنفسنا وعلى الأقل محاولة تجنب التدخين داخل نطاق العمل منعاً من مشاهدة المرضى لنا وبالطبع سيكون هذا بمساعدة المتطوعين من خلال توعية الطلاب والأساتذة, وأؤكد على أن الأساتذة سيمتنعون عن التدخين بمجرد انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب
ما هو بند تكرير الورق؟ وكيف سيتم؟
هنال بعض الشركات المشكورة بالفعل ستكون مساعدة لنا بهذا الموضوع حيث سيتم أخذ الأوراق المعدة للتلف ووضعها ضمن حانات معينة ثم يتم أخذها لإعادة التكرير وسيكون ريعها دعما للحملة
هل من خطوات لاحقة أو مشاريع جديدة ستقوم بها الكلية من بعد هذا المشروع؟
نعم هناك الكثير من المشاريع التي سنقوم بها لتطوير هذه الكلية إبتداءً من تطوير المناهج الدراسية وإنتهاءً بالبنية التحتية كزيادة عدد قاعات العمل وكراسي المعالجة السنية والتجهيزات الحديثة(أجهزة الأشعة الرقمية) بالإضافة إلى إعادة أرشفة الكلية وخاصة إلكترونيا
أما المدرسة الدكتورة ميسون دشاش مديرة الحملة فقد أسعدنا أن يكون لنا معها اللقاء التالي:
كيف ظهرت فكرة الحملة؟
أكثر ما كان يزعجني بعد عودتي من انكلترا هو أن أرى موظفي النظافة يعملون, وبعد دقائق أجد العيادة متسخة. وكليتنا هي الوحيدة التي يدخل إليها المرضى فمهما كان عمل لجان التنظيف كبيراً فإنه لا يكفي. فالعنصر الأهم هو الطالب.فبدأت بفكرة طرحتها على الأستاذ العميد وهي حملة تحمل اسم “بدي حَسِّن كليتي” ثم تطور الشعار ليكون ” كما نجعل الابتسامة جميلة لنجعل كليتنا أجمل” ففي حال قام المرضى بأي أعمال تسيء لنظافة الكلية يكون هناك طلاب يحرصون على النظافة.. والإداريون يتقيدون أكثر مما يؤدي إلى حصولنا على ثروة إنسانية كبيرة وطاقة كبيرة للاستفادة منها.
ومع الزمن تطورت الفكرة وتتابعت الأفكار مثل فكرة مكافحة الفيروسات على حواسب الكلية، ومن ثم حملة إعادة تكرير الورق عن طريق مجموعة من الطلاب تواصلت مع المعامل المختصّة وحتّى أمنت الشركة الراعية، وبعد ذلك أتى موضوع البيئة والدكتور حمدو القاضي الذي تكلم عن زراعة الورد الجوري والياسمين حيث قال أنه على استعداد ليزرع بيده.. وبعد هذا قمنا بوضع الإعلان ليتجاوز عدد المتطوعين الآن المائة. حتى بالنسبة للكتب العادية فمعرض مكتبة الأسد له منحة سنوية مقدارها 300 ألف ليرة، وفي هذا العام قدمنا طلب لشراء كتب بلغت قيمتها 450 ألف وقد وصلت جميعها من كتب علمية ومعاجم، ومن ثم أتى موضوع مكافحة التدخين عن طريق طالب هو في الأساس عضو في جمعية مكافحة التدخين حيث قررنا البدء بمنع المرضى من التدخين في الكلية وتقسيم المقصف لمنطقة للمدخنين وأخرى لغير المدخنين.
كيف وجدت تفاعل الإدارة والمدرسين مع الفكرة؟
الكثير من الأساتذة أبدى تفاعلاً كبيراً وقدّم اقتراحات جديدة زادت من نشاط الحملة ومن نطاقها. مثل الدكتور حمدو القاضي و الدكتور ناصر صوان في الحديقة البيئية، والدكتور عمار مشلح الذي تعهد بمكافحة العدوى في قسم طب الفم وقسم الأشعة.
إعلان الحملة كان موجوداً قبل بداية هذا العام، فما هو السبب بتأخير بداية الحملة حتى هذا الوقت؟
كانت الفكرة وقت ذاك في إطار التجريب واختبار عدد المتطوعين، والبداية كانت خجولة وتزامنت مع المؤتمر متعدد الاختصاصات ومعرض البوسترات المتميز حيث كانت جميع البوسترات مترجمة عن مقالات علمية حديثة ولاقت استحساناً كبيراً من الدكتور وائل معلا رئيس الجامعة.
ما هي النتائج التي تتوقعينها من الحملة؟
لا شيء ينمو ولا شيء ينجح دون متابعة وعناية. فالحملة الآن شتلة صغيرة إذا واظبنا على العناية بها ورعايتها فإنها ستكبر وستزهر.. أما في حال أهملناها فستسقط أوراقها وتموت. والوضع حتى الآن مبشّر.. والعمل الجماعي العفوي كان مميزاً جدّاً عند تعليق لوحات التدخين في الكلية.. وقد أخبرني الدكتور حسين أبو حامد أن أحد الطلاب جاء إلى مكتبه ليخبره بأن أحد الصنابير معطل وكان هذا الطالب يضع شعار الحملة.
كيف سيكون نشاط الحملة وتنظيمها؟
هناك موضوع نعمل عليه ألا وهو نظام العمل أو (System Work) .. أي أنه في حال رحيل رئيس الحملة والمشرفة على الحملة سيكون هناك عدة أشخاص قادرين على القيام بنفس العمل وبكفاءة عالية، وهو ما أحاول القيام به عن طريق وجود طلاب من كافة السنوات في كل لجنة من لجان الحملة مما يضمن اسمرارية العمل بشكل دائم.. فلو كانت اللجان مقتصرة على طلاب الدراسات والسنة الخامسة.. بعد عام من العمل تخرجوا.. تركوا الكلية.. فشل العمل وتوقف في العام التالي. لذلك نظام العمل يمتد على جميع السنوات والدراسات العليا والمدرسين مما سيضمن إن شاء الله استمرارية العمل بشكل دائم في حال رحيل أحد المسؤولين مع عدم نسيان فضله في هذا العمل..
ولنكمل التصور عن هذه الحملة كان لنا لقاء مع الأستاذ الدكتور ناصر صوان مسؤول اللجنة البيئية, حيث بدأ حديثنا معه بسؤال:
ما هو دوركم في هذه الحملة؟
دوري في هذه الحملة يكون على شقين: كلجنة بيئة و كمدرس في الكلية ..
كمدرس في الكلية لدينا محاضرات النظري والعملي؛ فقد اقترحت تخصيص خمس دقائق من كل محاضرة للحديث عن البيئة وتوعية الطلاب في سبيل الحصول على بيئة صحيّة.
أما كلجنة بيئة فسنعمل على مراقبة عمل الطلاب وتوجيه الطلاب والموظفين والعاملين.. فمعيار النظافة هو شيء موضوعي .. فهناك أشياء يعتبرها البعض من الأساسيات كالحضارة البيئية مثلاً.. لكن عند أشخاص آخرين لا يعتبر الموضوع ذو أهمية كبيرة.. فواجبنا رفع المستوى الثقافي لجعل موضوع البيئة النظيفة موضوعاً أساسيّاً وذو أهمية بالنسبة له.
وإذا ارتأى المشاركون أي اقتراح مفيد سوف تتم دراسته والعمل على تحقيقه من قبل الإدارة.
لقد تم منع العمل الجبسي في الحديقة بكافة أشكاله. وغرفة الجبس بعيدة وينتهي العمل فيها قبل نهاية دوام الطلاب في الكلية، فهل سيتم اتخاذ أية خطوات في هذا المجال؟
الحديقة متنفس وليست لصب الطبعات ، فهناك مخبر للجبس موجود في الدور الثالث، وعندما كنا نتهم طلاب المعهد أجابنا مدير المعهد بأن المخبر لديهم مجهز بالكامل.. أما في حال اعتبار المخبر صغير وأوقاته قصيرة قد نمدد العمل فيه للساعة الخامسة مثلاً بناءً على طلبكم.. أما العمل في الحديقة فهو مرفوض.
ماذا عن الحديقة…؟
منذ زمنٍ كانت المسافة من ساحة الأمويين حتى جسر الرئيس تسمى “بستان المرج” لأنها كانت مرجاً أخضر بالكامل .. وكان وقتها مصحّاً للحيوانات المنزلية المريضة.. وهذا يدل على أننا كنّا متحضرين في ذلك الوقت أكثر.. ولكن الآن صار هناك تلوث أكبر و تكنولوجيا أكثر مما يستوجب علينا زيادة الاهتمام بالبيئة وليس إهمالها.
هل من تعديلات على الحديقة؟
سيتم تقسيم الحديقة لقسمين، القسم الخارجي سيكون للطلاب، والقسم الآخر سيكون للمتطوعين بالحملة وللمناسبات الخاصّة والأساتذة.
الآن الحديقة فيها أنواع كثيرة من الورد الدمشقي وفيها حوال سبعين شتلة ياسمين. وسنقوم بعمل استراحة خشبية في الزاوية وبوفيه من الخشب .
وما رأيكم بوضع مقصف كلية طب الأسنان؟
الوضع في المقصف لم يعد محتملاً، فمعظم من فيه ليسوا من كليتنا وربما ليسوا طلاب في الجامعة أساساً.. وبما أنه تابع لنقابة المعلمين، فقد تم الكلام مع النقابة بشأن الموضوع وأولى الخطوات سوف تكون تحديد مكان مفصول للمدخنين.
وللأسف حالياً كل مطاعم دمشق وبالذات في الشتاء مليئة بالمدخنين .. وهناك دراسة منشورة في جامعة دمشق أن 24% من حالات التشوهات الخلقية ناجمة عن أم مدخنة.. فمسؤولية تثقيف المريض تقع على عاتق الطبيب وليس على عاتق الروتانا..
هل من إجراءات عند وجود مخالفة؟
لا يوجد ما هو أفضل من الكلمة الطيبة، وعلينا أن نكون قدوة لزملائنا، ولنبدأ من أنفسنا..
كذلك كان لنا وقفة مع الأستاذالدكتور عمار مشلح لمعرفة آراءه حول الحملة
أستاذ عمار, ماهي نوعية المساعدات المقدمة من قسم طب الفم للحملة؟
ستكون من خلال تقديم وسائل مكافحة العدوى وخاصة الأدوات التي تستخدم لمرة واحدة (شانات-قفازات-كمامات)بالإضافة إلى وسائل الحماية الشخصية المختلفة وأيضا مطهرات السطوح والأيدي حتى أنه أكدنا على فنيي الأشعة بارتداء القفازات واستبدالها بعد كل مريض
هل ستخصص حيزاً ولو صغيراً من محاضراتك لمناقشة تطورات الحملة؟
نعم سنحاول قدر الإمكان فعل ذلك
وفي نهاية هذا التقرير نأمل أن تؤتي هذه الجهود أكلها في القريب العاجل .. والله من وراء القصد
أعد هذا الريبورتاج: همام داود وهبة شمس الدين
تصوير: حسان شيرازي