دور المعالجة التقويمية في معالجة أمراض النسج الداعمة
إن المعالجة التقويمية لا تغير فقط سوء توضع الأسنان و بالتالي تحسن قدرة المريض على التفريش و لكن تغير أيضاً من الشكل التشريحي السني اللثوي وبالتالي يتم التخلص من أماكن تثبيت اللويحة .
وقدأكدت بعض الأبحاث على وجود تشارك بين سوء الإطباق و فقدان الدعم حول السني .
و ربط كل من Peterson ، Helm بين الخطر الذي يمكن أن يحدثه الازدحامCrowding و العضة المعكوسة Cross Biteو الدرجة القاطعة الكبيرة Overjet و بين زيادة الأمراض حول السنية .
المعالجة التقويمية تلعب دور أساسي في التخلص من نقاط التماس المفتوحة Open Contact Points لتلافي مشكلة انحصار الأطعمة Food Impaction من خلال الحصول على نقاط تماس بين سنية صحيحة و بالتالي فرجة بين سنية تملؤها حليمة سليمة .
أوضحت الدراسات طويلة الأمد على مجموعات المرضى الذين يخضعون للمعالجة التقويمية أن المراقبة السنية المستمرة و السيطرة على اللويحة تظهر نتائج جدية وهامة في انخفاض نسبة تطور التهاب الأنسجة الداعمة الحفافية الذي كان يعزى سابقاً إلى الأجهزة التقويمية المطبقة كما أن إزالة الالتهاب حول السني يقلل من التأثير المرضي للقوى التقويمية على السن .
في حين أن دراسة جرت في جامعة Bennsylvania تم القيام بتحريك الأسنان ضمن الجيوب العظمية عند مرضى اعتبر الجانب المقابل كشاهد أظهرت النتائج ضرورة تجنب الحركة باتجاه الجيب حول السني و وجدت أن تحريك الأسنان بعيداًعن الجيب مع حركة تبزيغ فعالة لانقاص العيب العظمي هي المعالجة المختارة لتحسين البناء العظمي .
رد فعل الأنسجة حول السنية للإجراءات التقويمية نوعية الأجهزة :
A – الأجهزة المتحركةRemovable Appliances
من وجهة نظر لثوية من الواضح بأن غياب الأطواق و الأقواس و الأسلاك خلال المعالجة التقويمية يبدو مفضلاً لكن الأمر
يبدو يكون مستحيلاً حيث أنه لا يمكن الاعتماد على الأجهزة المتحركة للقيام بجميع الحركات التقويمية المطلوبة على حساب الحفاظ على أنسجة داعمة مثالية .
أكثر مشاكل الأجهزة المتحركة تنحصر في إمكانية حدوث تراكم للويحة عند حواف الجهاز المرتكز على النسج المخاطية لكن قدرة المريض على نزع الجهاز و القيام بتنظيفه و تنظيف الأسنان لدرء المشاكل اللثوية يعتبر من أهم ميزات هذا النوع من الأجهزة .
سجلت بعض حالات ظهور حساسية تجاه السائل أو الملونات التي تدخل في تركيب جسم الجهاز الاكريلي .
B – الأجهزة الثابتة Fixed Appliances
عند صغار السن يبدو أن تأثيرهذه الأجهزة وما يتبعها من تراكم للويحة و القلح يطال أماكن معينة أكثر من غيرها حيث أن الأنياب في طور البزوغ تبدو البنى السنية الأكثر تأثراً بالمظاهر الالتهابية الناجمة عن تطبيق الحاصرات بشكل قريب جداً من اللثة وهذا ما يسبب احمرار اللثة و انتباجها لذلك يفضل القيام بالتبزيغ لخلق مسافة بين الحاصرة و اللثة ثم تعميد الأنياب بشكل لاحق لاتاحة الفرصة للقيام بتنظيف فعال للمنطقة.
عند البالغين تصادف مشاكل الأنسجة الداعمة للأنياب بسبب الميلان الكبير لها حيث أن تحريك الجزء الذروي خلال العظم يسبب تخرب للصفيحة العظمية مع تغير شكل العظم في المناطق الحفافية لذلك تعتبر الحركة الجسمية Bodily هنا مفضلة في معظم الحالات .
لا بد من الإشارة إلى إمكانية ظهور حالات حساسية تجاه المعادن التي تدخل في تركيب أجزاء الجهاز التقويمي .
C – نموذج الحركة السنية
يلعب كل من طول الجذر و شكله و كمية الدعم العظمي و نقطة تطبيق القوة دور هام في تحديد مناطق الجهد المؤثرة على السن أثناء إجراء الحركة التقويمية و بالتالي يجب مراعاة هذه العوامل أثناء تطبيق القوى التقويمية لمنع حدوث أية أذية تطال النسج الداعمة المحيطة بالسن .
لا تلاحظ أية تغيرات شكلية عندما تكون القوة المطبقة ضمن الحدود التكيفية للرباط حول السني
كلما نقص الدعم حول السن كلما أصبح للإطباق دوراً أكثر وضوحاً وأهمية في إحداث أذية الرض الإطباقي
Burgett et al 1992 يجب محاولة إزالة جميع الرضوض الإطباقية على الأسنان أثناء القيام بالحركة التقويمية النشطة و التركيز على أن لا تكون المعالجة التقويمية بحد ذاتها سبباً للرض الإطباقي .
يستطب التبزيغ Extrusion لحل مشكلة العيوب العظمية التي نشأت عن المرض حول السني حيث أن القيام بهذه الحركة يحرض على التوضع العظمي الحفافي Kajiyama1993
كما أن التبزيغ يقوم بنقل اللويحة تحت اللثوية إلى لويحة فوق لثوية وهو ما يتظاهر سريرياً بنقص النزف على السبر Bleeding on Probing مع تناقص في عمق الجيبPocket Depth كما أن القيام بهذه العملية يسبب انتقال اللثة الحفافية لمستوى أعلى في 90% من الحالات كما يحدث زيادة كمية اللثة الملتصقة في 80 % مع المحافظة على ثبات الملتقى المخاطي اللثوي Mucogingival Junction مما يجعل القيام بهذه الحركة مفضل لأجل تحسين ظروف النسج الداعمة .
في حين سجلت آراء متضاربة حول الغرز Intrusion
حيث أنه ليس من المعروف إلى الآن إذا كان الغرز يسبب ارتباط بشري طويل أو أن قمة العظم السنخي سوف تمتص بشكل لاحق تابعة السن المغروز Lindhe 2003
Melsomb 1984 وجد في دراسته المجراة على القردة أن الغرز لا ينتج تطورللجيوب حول الأسنان المغروزة بل يزيد من توضع الملاط الذروي ويزيد من طول الارتباط الضام Connective Attchment مما يحسن البيئة حول السنية .
Lindhe يوصي بإجراء الغرز عند وجود فقد عظمي أفقي Horizontal bone loss أو لحل مشكلة الجيوب تحت العظمية .
في حين أن الآراء المضادة تقول بأن الغرز يمكن أن يسبب امتصاص جذري واضطرابات لبية وعدم اكتمال تشكل الذروة عند صغار السن .
كما و أن ترافق الغرز مع وجود اللويحة يؤدي لتشكل فقد عظمي مائل Angular bone loss مع زيادة في فقد الارتباط .
Ericsson et al 1977 وجد أن القيام بحركات الإمالةTipping أو الغرز يمكن أن يسبب تطور جيوب حول سنية قد تكون من النمط الكاذب Pseudopockets نتيجة توضع اللثة في مستوى أعلى و هذا ما يقود إلى زيادة في عمق الجيوب مع انتقال توضع اللويحة إلى مستوى أخفض و قيامها بعملية تخريب للنسج المحيطة .
حذر الباحثين من مخاطر القيام بعملية غرز للأسنان الأمامية خلال عملية تسوية مستوى الإطباق لتصحيح العضة العميقة بسبب زيادة مخاطر تطور عيوب داخل عظمية حول الأسنان المغروزة .
الدراسات الحديثة تقول بأن تعميد الأرحاء المائلة Uprighting Tilting Molars يخفف من عمق الجيب و يغير من شكل العظم البديل .
د . عمار المصري
اختصاصي في أمراض و جراحة اللثة
كلية طب الأسنان – جامعة دمشق