أفادت دراسة أميركية جديدة أن لمركب مستخلص من بذرة القطن أثرا مثبطا قويا على سرطانات الرأس والعنق والتي لم تتأثر بالعلاج الكيماوي حسب ما أوردته مجلة العلاجات الجزيئية للسرطان.
> فقد قال باحثون من جامعة ميتشيغان الأميركية إن مركب “غوسيبول” (gossypol) الموجود في بذرة القطن ذو قدرة على كبح جماح بروتين (Bcl-xL) الذي يتوافر بغزارة في الخلايا السرطانية ويبقيها على قيد الحياة.
وأفادت الدراسة بأن استخدامه قد يسهم مع العلاجات الكيماوية التقليدية في تجنيب المرضى الحاجة لإجراء العمليات الجراحية التي تخلف آثارا جانبية على الأنشطة الحيوية للفرد كالنطق والتنفس.
واكتشف مركب “غوسيبول” الباحث شاومنغ وانغ، من جامعة ميتشيغان. و”غوسيبول” مركب يستخدم كثيرا في الطب الصيني. واكتشف وانغ أن هذا المركب يلتصق ببروتين (Bcl-xL) ويثبط عمله. وذلك في التجارب التي أجريت على خلايا سرطانية من الرأس والعنق مستنبتة معمليا.
وكانت دراسة سابقة بالجامعة قد أثبتت التواجد الكثيف لذلك البروتين في سرطانات منطقة الرأس والعنق خاصة، أي الأورام السرطانية التي تصيب اللسان والفم والحلق والحنجرة.
وأهمية هذه الدراسة أنها قد تؤدي إلى توفير بديل للعمليات الجراحية لإزالة الأورام السرطانية من منطقة الرأس والعنق، وخاصة أن نوعية السرطانات التي تصيب هذه المنطقة عنيدة وتعاود الظهور حتى مع العلاج الكيميائي والإشعاعي، مما يضطر الأطباء في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى العمليات الجراحية لاستئصال الأورام، وهو ما يؤثر سلبا في الأغلب على النطق أو البلع أو التنفس لدى الفرد الذي أجريت له الجراحة.
وكانت دراسة سابقة من جامعة ميشيغان -نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي- أكدت دور مركب “غوسيبول” في تثبيط نمو الخلايا السرطانية المستنبتة معمليا، وأيضا تلك المستخلصة من أورام سرطانية بشرية ومستزرعة في حيوانات تجارب، ودون أن يلحق هذا المركب أذى بالأنسجة السليمة المجاورة للأنسجة المصابة.
وينتظر أن يبدأ تجريب “غوسيبول” على مرضى السرطان المتطوعين خلال عام للتحقق إذا كان استعمال هذا المركب جنبا إلى جنب مع العلاج الكيماوي التقليدي يؤدي إلى تحسن فرص المريض في التخلص النهائي من الورم السرطاني.
يذكر أن الأورام السرطانية في الرأس والعنق تصيب سنويا حوالي 30 ألف شخص حول العالم.
المصدر: الجزيرة