هناك عوامل متنوعة تسبب اصابة الاطفال بالفقدان الجزئي او الكلي للبصر ، هذه العوامل قد تكون قبل او بعد او ربما اثناء الولادة .
قد يكون فقدان البصر هو المظهر الوحيد لإعاقة الطفل او قد يكون احد مظاهر الإعاقة ، فقد يترافق العمى مع : الصمم ، التأخر العقلي ، مرض قلبي خلقي و شذوذات سنية .
والمظاهر آنفة الذكر تلاحظ بشكل خاص في الطفل المصاب بحصبة المانية ولادية.
يعتبر الطفل الأعمى متأخر تطوريا ً ومما يزيد من شدة هذا التأخر ممارسة الوالدين اسلوب الحماية الزائدة او نبذ الطفل الأمر الذي ينقص تطور المهارات ذاتية المنشأ ويؤخر التطور , ويتم تفسير هذه المظاهر بشكل خاطئ على انها مظاهر للتخلف العقلي عند الطفل .
عندما يبدأ الطفل الأعمى بالكلام تزداد أهمية الحواس الأخرى ويحدث تطور من نوع آخر يمكن مقارنته مع الأطفال القادرين على الرؤية .
يجب التمييز في التعامل بين الطفل الفاقد للبصر منذ الولادة وبين الطفل الذي رأى لفترة قبل أن يفقد بصره حيث يمكن استخدام الأمثلة البصرية عند الأخير، في حين نتجنب التصورات البصرية عند فاقدي البصر منذ الولادة ونلجأ لأسلوب الشرح المديد ونظهر لهم قدر اكبر من العطف والحب .
من الجدير بالذكر ان طرائق الإستماع ، اللمس ، التذوق ، الشم هامة للغاية بالنسبة لهؤلاء الأطفال لمساعدتهم في تعلم السلوك الأمثل .
الناحية الفموية السنية :
ان اكتساب هؤلاء الأطفال للمهارات الحركية يعرضهم للإصابة بالحوادث بنسب أعلى في السنوات الأولى من حياتهم ، لذا يلاحظ لديهم حالات رض وسوء تنسج على الأسنان الأمامية مع معدل تكرار أكبر للرضوض مقارنة مع الأطفال العاديين ، كما يزداد احتمال إصابتهم بإلتهابات لثوية لعدم قدرتهم على رؤية اللويحة وبالتالي إزالتها.
اعتبارات المعالجة السنية :
1- تقدير درجة التضرر البصري وقدرة المريض على تمييز الضوء من الظلام ، والسماح للطفل بارتداء نظارات إن كان يتحسس من الضوء .
2- إن لم يكن الشخص المرافق للمريض قادر على تفسير الأمور للمريض يتم التخاطب مباشرة مع المريض
3- تأسيس اتصال مع المريض ، بالإضافة الى التعزيز الشفهي والجسدي للطفل عند إنجاز ما هو مطلوب منه ،حيث أن مسك يد المريض غالبا ً ما يعزز الإسترخاء ، ومن الهام تجنب التعبير عن الشفقة او الإشارة الى المكفوفين كلاميا ً .
4- الشرح الكافي للطفل قبل إنجاز الإجراء العلاجي والسماح له بالسؤال عن سير المعالجة ومن ثم اجابته .
5- عندما نريد القيام بإجراء نسأل ان كان يحتاج للمعالجة للمساعدة مع الإنتباه الى عدم القيام بلمس الطفل او تحريك الكرسي دون إعلام الطفل المريض شفويا ً وإلا حدث لدى الطفل المنعكس الإرتعاشي .
6- استعمال طرق الإستماع ، التذوق ،الشم ، اللمس .
يمكن استخدام شرائط كاسيت سمعية ووسائل لشرح إجراءات سنية محددة .
نستعمل كميات صغيرة من المواد السنية ذات المذاق القوي لتجنب رفضها .
7- شرح إجراءات الصحة الفموية ثم مسك يد المريض وتوجيهه ببطء لتطبيق فرشاة الأسنان .
8- استقبال المريض بسرور وتجنب الأصوات العالية غير المتوقعة والحفاظ على محيط أو جو مسترخي .
9- تحديد العناية السنية للمريض مع طبيب واحد إن أمكن ، وإنجاز المعالجة بنفس الغرفة إذا كانت العيادة متعددة الغرف .
10- يجب أن نضع في الحسبان أن هذا الطفل هو طفل طبيعي ،حساس ومتجاوب والتعامل معه على هذا الأساس .
إعداد :
د . عمار المصري
اختصاصي في أمراض و جراحة اللثة
اختصاصي في طب أسنان الأطفال
كلية طب الأسنان – جامعة دمشق