أحدث المقالات
الرئيسية / تقويم الأسنان / العناصر التشريحية المساهمة في الحركة السنية

العناصر التشريحية المساهمة في الحركة السنية

إن الحركة الفيزيولوجية كانت معروفة منذ القدم فقد وجدت عند الفراعنة وعند اليونان حيث كان تصحيح الأسنان يتم بآليتين ، إما بالعض على الأسنان أو سحل السن المتطاول .

 

المصدر :قسم تقويم الأسنان – كلية طب الأسنان – جامعة دمشق

وفي عام 1775 اخترع أول جهاز تقويمي وهو مجموعة من الأسلاك ترصف الأسنان بالوضع الطبيعي أو المراد من قبل الطبيب .
ومع تطور الأجهزة التقويمية أصبح اليوم بالإمكان التحكم بحركة الأسنان في كافة الاتجاهات
ونحن نعلم أن المعالجة التقويمية أو الحركة السنية تكون على مستوى الأسنان وذلك بوجود النسج الداعمة حول السنية (الرباط السنخي السني – العظم السنخي) .

 

إذاً العناصر التشريحية المساهمة في الحركة السنية :
1- الرباط السنخي السني .
2- الملاط (بشكل غير فعال في الحركة) .
3- العظم السنخي .

أولاً – الرباط السنخي السني

عبارة عن غمد ليفي ضام يحتضن جذر السن ويؤمن تثبيت واتصال جذر السن مع العظم السنخي وتتراوح سماكته بين (0.11 – 0.4 مم)
وهو نسيج وظيفي أي يستجيب للمتطلبات الوظيفية .

يعتبر الرباط السنخي السني عنصراً هاماً في الحركة الفيزيولوجية .
– سماكة الرباط أعظمية عند عنق السن والذروة وأصغرية في الوسط .
– يعتبر الرباط السنخي السني رباطاً وظيفياً فهو يتطور ويصبح ناضجاً عند الأسنان المعرضة للقوى كالأرحاء ، أما الأسنان الغير البازغة والغير معرضة للقوى يكون الرباط صغير وضيق وضامر .
– الرباط السنخي السني يتكيف مع القوى الوظيفية التي يتعرض لها .

البنية النسيجية للرباط السنخي السني :

1- الألياف الرباطية :

إن الألياف الرباطية هي عبارة عن ألياف كولاجينية (غرائية) ذات توضع خاص وتتميز بمعدل استقلاب خلوي وتجدد حيوي عاليين ، وهي غير مرنة ، لا تتمطط (محاولة شدها تؤدي إلى تقطعها) ، وهذه الألياف تغير من تركيبها من يوم لآخر ، وتقريباً تتجدد بشكل كامل كل شهر .
وتقسم إلى :
1- مجموعة اللياف اللثوية التي تصل اللثة بالملاط .
2- مجموعة الألياف بين السنية : تصل بين كافة الأسنان (الرباط الدائر) وهذا الرباط هو المسؤول عن انسلال الاسنان الخلفية إلى الأنسي عند القلع .
3- مجموعة الألياف السنخية : وتقسم الألياف الرباطية للرباط السنخي السني إلى خمسة أجزاء :

آ – الحزمة المائلة:

– تشكل 95 % من ألياف الرباط السنخي السني .
– تشمل المنطقة المتوسطة من الرباط . – وظيفتها الأساسية تفادي الضغوط الإطباقية
– حيث تساعد السن على تحمل ضغوط المضغ ومقاومة القوى الإطباقية.

ب- الألياف الأفقية :

– عند عنق السن
– وظيفتها تلقي الضغوط الناجمة عن الخد أو اللسان وذل بالاتجاه الأنسي – الوحشي أو الدهليزي – اللساني أي أنها تقاوم الحركات الأفقية .

ج – الألياف العمودية :(الوظيفة)

– تثبيت جذر السن بالنسخ وتمنع – خروج السن من العظم السنخي .
– وهي موجودة عن ذروة السن.

د – الألياف البين جذرية: (الأسنان المتعددة الجذور)
ه-الألياف اللثوية:- حزم ليفية فوق النتوءات السنخية. – تثبت اللثة بالسن

نظريات عمل الألياف الرباطية

على الرغم من أن الألياف الرباطية غير مرنة إلا أنه عندما يتعرض السن لضغوط إطباقية فهي لا تتقطع، ومرونة الرباط السنخي السني تتعلق بتوضع الألياف السنية السنخية.
هذه الألياف تتوضع بحيث يكون الليف مندخل بالعظم السنخي السني ويسير بشكل مستقيم ويندخل بالملاط .
1- الفرضية الأولى : الليف عبارة عن قطعة مستقيمة حلزونية الشكل
فأي رض إطباقي على السن ç تمطط الليف الحلزوني مما يعطي قليلاً من المرونة.
2- الفرضية الثانية :
تقول بأن الليف يتوضع بنفس الطريقة السابقة ولكن بشكل حرف S فعندما يحدث ضغط أو رض إطباقي تتمطط الألياف دون أن تتمزق .
3- الفرضية الثالثة :
وهي الأكثر اعتماداً وصحة فتقول أن الألياف الرباطية تتألف من ثلاثة أجزاء: جزء مندخل بالملاط، وجزء مندخل بالعظم، وبينهما حزمة واصلة تدعى الألياف المتوسطة، وهذه الألياف تكون متداخلة بين بعضها على شكل حزم فعندما تحدث الحركة السنية تنـزلق الألياف الرباطية على بعضها حتى تصل لحجم معين يناسب الحركة المحدثة هذه الألياف الرباطية المغرسة ضمن الملاط يسمى ألياف شاربي .

مكونات الحزمة الرباطية :

1) ألياف كولاجينية

، هذه الحزم تقيس من (10 – 100 ميكرون) .
– والحزمة مكونة من ألياف قياس الواحدة منها (1 -12 ميكرون)
– والليف يتكون من لييفات يقيس الواحد منها (0.1 – 0.5 ميكرون)
– بين الحزم الليفية تتوزع العناصر الخلوية والأوعية الدموية والمستقبلات العصبية والأوعية اللمفاوية … الخ .

2) الخلايـا :

الخلايا المصورة لليف :
– تشاهد أثناء الحركة التقويمية والنشاط الوظيفي .
– هذه الخلايا تكون مسؤولة عن توليد الألياف الغرائية وشكلها مغزلي .
الخلايا المصورة والكاسرة للعظم :
– تشاهد أثناء فترة النشاط الوظيفي .
– وظيفة الخلايا المصورة للعظم توليد طليعة العظم ومن ثم ترسيب أملاح الكالسيوم عليها لينتج لدينا بالنهاية عظم طبيعي متمعدن .
– أما الوظيفة الأساسية للخلايا الكاسرة للعظم فهي هدم العظم بواسطة أنزيمات خاصة تقوم أولاً بخسف الأملاح المعدنية في العظم ثم هضم المواد البروتينية.
– الخلايا المصورة للعظم مكعبة الشكل وحيدة النواة .
– أما الخلايا الكاسرة للعظم فهي عرطلة (كبيرة) وعديدة النوى .
– وبالنسبة عن منشأها فيعتقد أنها تتمايز من الخلايا الضامة الغير متمايزة والموجودة في الرباط التي تعطي الخلايا المولدة والكاسرة (هام) .
الخلايا المصورة والكاسرة للملاط :
– المصورة : وظيفتها افراز الملاط . – الكاسرة : وظيفتها هدم الملاط عند الضرورة
الخلايا البالعة الكبيرة : موجودة بكثرة .
الخلايا البشرية : عبارة عن بقايا ملاسية البشرية .

3) – المادة الأساسية :

عبارة عن مادة لزجة يدخل في تركيبها عديدات سكاكر وبروتينات مخاطية وحمض الهيالورونيك، ولها وظيفة هيدروليكية.
فعندما يتعرض السن لأي ضغط أو رض أو قوة تقويمية سينتقل الرض إلى الجذر المادة الأساسية هي التي تستقبل هذه القوة وتقوم بتخفيفها وتحويلها إلى قوة منشطة نوعاً ما ومن ثم تنقلها إلى العظم السخني السني بشكل قوى وظيفية .

4) – الأوعية الدموية واللمفاوية والأعصاب :

هناك 3 مداخل للحزمة الوعائية إلى الرباط السني :
1- مدخل شرياني من جهة العظم السنخي : حيث أن الصفيحة الداخلية للعظم السنخي السني تكون مثقبة ومنها تدخل بعض الشرايين.
2- مدخل شرياني من جهة النسيج الضام اللثوي .
3- مدخل شرياني من جهة الذروة . وبشكل أساسي ترافق الأوردة الشرايين في مسارها.
– الأوعية اللمفية تصب في العقد اللمفاوية تحت الفك السفلي إذاً الألياف العصبية تنقل حس الألم وإحساسات السن إلى ج م ع التي تقود حركات الفك السفلي .
والرباط السنخي السني غني بالمستقبلات العصبية، فأثناء عملية المضغ عندما يحدث عض على شيء قاسي ، تتلقى هذه المستقبلات الحس وتعطي تنبيه للجملة العصبية المركزية ليتوقف المضغ بشكل تلقائي .

وظائف الرباط :

– نقل القوى الإطباقية إلى العظم
– تخفيف وامتصاص الصدمة وتوزيعها
– حماية الأوعية والأعصاب من القوى الراضة
– وظيفة ترميمية (الخلايا المصورة لليف)
– وظيفة دفاعية (الخلايا البالعة الكبيرة) فأثناء الالتهاب تقوم بعملية الهضم.
– وظيفة التغذية (أوعية دموية + اللمفاوية) وخاصة أن الملاط يتغذى بالتشرب.
– وظيفة عصبية (مستقبلات عصبية) تقود حركات الفك السفلي .

ثانياً : الملاط

عبارة عن طبقة من النسيج الضام المتكلس لا يحتوي على أوعية دموية ولا نهايات عصبية.
نسبة الهيدروكسي أباتيت في الملاط 46 % بينما في العظم 70% .
يقسم إلى نـوعيـن : خلوي لا خلوي

1-المـلاط الغير خلوي :

– يوجد بشكل أساسي في الثلث العنقي من الجذر .
– تشكله الخلايا المولدة للملاط والتي تبتعد عنه إلى الرباط .
– يتألف من المادة الأساسية المتكلسة والألياف الغرائية.
– تنغرس ألياف شاربي في المادة الأساسية (وهي ألياف غرائية موجودة في الرباط).
– وهذا الملاط يشبه النسيج العظمي لخلوه من الخلايا .

2- الملاط الخلوي :

يغطي الثلثين المتوسط والذروي من الجذر يحتوي على خلايا ملاطية
ويكون أكثر ثخانة وأقل تمعدناً من الملاط الغير خلوي.
له دور أساسي في الحركة التقويمية من خلال العناصر الأقل تمعدناً وبالتالي الأقل امتصاصاً.

 

– الخلايا الملاطية عنكبوتية الشكل لكي تؤمن نقل المواد الغذائية بين بعضها، لأن هذا الملاط لا يحتوي على أوعية دموية، تتم التغذية هنا بالارتشاح.
– كلما كانت النسج أقل تمعدناً كلما كانت أكثر مقاومة للامتصاص، وبما أن تمعدن الملاط أقل من تمعدن العظم فإن عتبة الامتصاص الملاطي أكبر من عتبة الامتصاص العظمي (هام) . وبالتالي عندما تحدث حركة سنية غريزية أو تقويمية فالملاط يقاوم عملية الامتصاص بينما العظم السنخي يعاني من الامتصاص .
– يجب أن لا ننسى أنه أحياناً أثناء المعالجة التقويمية قد يحدث امتصاص لجذور الأسنان وذلك بسبب تطبيق قوة كبيرة أدت لأذى الخلايا الملاطية وبالتالي منع تشكل الملاط فيحدث امتصاص للجذور.
– لذلك كان من الواجب الحفاظ على الخلايا الملاطية أثناء التقويم .
– 99 % من حالات التقويم يحدث امتصاص جذور بشكل معتدل وطبيعي .

ثالثاً : العظم السنخي :

يتألف من قشيرتين بينهما طبقة من العظم الاسفنجي

القشيرة الخارجية :

تكون إما دهليزية أو لسانية تتصل بالنسيج اللثوي بواسطة السمحاق، وكما نعلم السمحاق غني بالخلايا المصورة للعظم يعني أن هناك نشاط خلوي كبير

القشيرة الداخلية :

هي القريبة من جذر السن، وتشكل الجدار السنخي الداخلي الذي يحيط بالسن.
وهي مثقبة وليست صماء لكي تسمح بمرور الأوعية الدموية للرباط السنخي السني .
وتتميز هذه القشيرة بما يلي :
– تؤمن مسافة استناد لحزم الألياف الغرائية (ألياف شاربي)
– تكون نوعاً ما صلبة وقاسية أقسى من بقية أجزاء العظم
– وتسمى Lamina Dura أو الصفيحة القاسية
– مسامية وليست صماء وتحوي ثقوب توافق ارتكاز الألياف الرباطية Bundle Bone
يتألف النسيج العظمي بشكل أساسي من 3 أنواع من الخلايا الضامة + المادة الأساسية: الخلايا هي :

مصورات العظم :

– صغيرة وحيدة النواة – تشاهد بكثرة في حالة النشاط (حركة تقويمية) .
– وهي تشكل العظم حيث إنها بالمرحلة الأولى تفرز طليعة العظم التي تتألف من مادة عضوية يتم تكلسها بترسب أملاح فوسفات الكالسيوم فيها وبالتالي يتشكل لدينا العظم.

كاسـرات العظم :

– خلايا عرطلة عديدة النوى .
– تشاهد بكثرة على السطوح العظمية التي يحدث فيها امتصاص، حيث تحل الأملاح المعدنية أولاً ثم تقوم بهضم المواد العضوية ثانياً .

الخلايا العظمية :

– تكون ضمن النسيج العظمي .
– هي خلايا غير فعالة نوعاً ما ، لكنها تقوم بإفراز الألياف الغرائية.

المادة الأساسـية :

تشكل الهيكل الأساسي للنسيج العظمي ، وهي تتشكل خلال طورين :
1- تشكل مصورات العظم لحمة من الألياف الغرائية المحاطة بمادة بروتينية .
2- تتكلس هذه القاعدة بترسب بللورات الهيدروكسي أباتيت على الألياف الغرائية.

ملاحظـة هامـة
طليعة العظم هامة جداً أثناء الحركة التقويمية حيث يجب الالتزام بالأجهزة التقويمية واستمرار وضعها بشكل منتظم (حوالي 14 ساعة باليوم) ، فبعض الأطفال لا يلتزم بذلك، وهنا عندما يتعرض الرباط السني السنخي لقوى تقويمية في الفترة الأولى سيستجيب العظم للقوة التقويمية وسيحدث امتصاص وتشكل عظمي.
في الظرف الذي حدث فيه بناء عظمي تتشكل في المرحلة الأولى طليعة العظمة وهذه أقل تمعدناً وأكثر مقاومة للامتصاص .
وهكذا عندما يضع المريض الجهاز التقويمي فستفرز الخلايا طليعة العظم، والاستمرار بوضع الجهاز ï تكلس طليعة العظم .
ولكن عدم الالتزام بوضع الجهاز سيؤدي (في الجهة التي يحدث فيها الشد) إلى عودة السن إلى وضعه الطبيعي وسيصطدم الجذر مع طليعة العظم المتشكلة ، وبما أن طليعة العظم مقاومة للامتصاص فإن الامتصاص سيحدث على حساب الجذر (الملاط) .

عن فريق التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*