أحدث المقالات
الرئيسية / تقويم الأسنان / الاستجابة النسيجية للحركة التقويمية

الاستجابة النسيجية للحركة التقويمية

مقدمـة تاريخية : شخص اليونان حالات سوء الإطباق ولاحظوا ارتصاف الأسنان وكتبوا عنها وقاموا بمعالجتها فكانوا يسحلون الأسنان الطويلة ..والأسنان التي كانت بعيدة عن مواقعها (ميلان أو انزياح) كانوا يعيدونها لأماكنها بالضغط عليها بالاصبع.

تطورت الأجهزة التقويمية تدريجياً منذ ايام اليونان وظهرت الأجهزة التقويمية كأجهزة علاجية منذ عام 1788 على يد طبيب ألماني يدعى فاوخارك الذي قام بتصميم جهاز هو عبارة عن سلك نظامي يوضع بالفم وتربط السنان له فلاحظ بعد فترة أن هذه الأسنان تتحرك للجهة التي شدت الأسنان لها (علىالسلك النظامي) وهنا اكتشفوا أن الأسنان قابل للحركة من أماكنها وبالتالي بدأ تطور الأجهزة التقويمية.

– بدأت الأبحاث على الحركة السنية في عام 1901 على يد العالم ساندستيت الذي أجرى أبحاثه على الكلاب وتبين له أن تطبيق أي قوة على الأسنان سواء كانت تقويمية أو غير تقويمية فإن الأسنان ستستجيب بالحركة السنية بحيث يحدث بجهة الضغط امتصاص وبجهة الشد توضع عظمي .

– هناك بعض العلماء مثل أوبنهاني وأوربان قاموا بأبحاث على الحركة السنية 1910 ولكنهم لم يؤكدوا كلام ساندستيت بل قالوا إن العظم السني عبارة عن عظم مرن فعند الضغط عليه لا يحدث امتصاص وتوضع وإنما نتيجة الضغط عليه يمكن الحصول على الشكل المراد .

– ولكن الأبحاث المتتالية أكدت نظرية ساندستيت التي قال فيها أنه عند تطبيق أي قوة تقويمية على السن تحدث استجابة نسيجية على مستوى العظم السنخي والتي تتمثل بالامتصاص والتوضع .

الاستجابة النسيجية للحركة التقويمية

 

أكدت النتائج السابقة :

1901 Sandesteet, 1911 Oppenhein , 1928 Schwars,1935 Orban , 1947 Rittan , 1969 Hixon, 1972 Born ,

أنه عند تطبيق أي قوة تقويمية على السن نلاحظ أنه بالقفزة الأولى يستجيب بحركة تقويمية نتيجة رد فعل الألياف الرباطية .

 

الطور الأول : من الاستجابة النسيجية هو :

 

الاستجابة الرباطية : رد فعل الألياف الرباطية .

 

حيث إن الرباط جهاز هيدروليكي غني بالأوعية الدموية والسوائل الخلالية والخلايا … الخ فعند تطبيق أي قوة تقويمية فهذه القوة ستطبق على الرباط ï السوائل الموجودة فيه (دموية – خلالية …) تهاجر إلى الحجب العظمية المجاورة.

 

حيث إن الصفيحة الداخلية للعظم السنخي (الغربالية) تكون مثقبة فتهاجر هذه السوائل من خلالها إلى الحجب العظمية المجاورة ما يؤدي إلى قلة ثخانة الرباط.

 

وهنا عند عمل صورة شعاعية بعد تطبيق القوة التقويمية نلاحظ أن الرباط في منطقة الضغط ضيق ورقيق بينما في جهة الشد يكون سميك (توسع مسافة رباطية).

 

هذا الضغط الذي يحدث في جهة تطبيق القوة هو الذي يحرض الامتصاص وينشط الخلايا الكاسرة للعظم ويؤدي إلى تمايزها .

 

ملاحظـة :

 

الاستجابة الرباطية تحدث أيضاً في الحركة السنية الفيزيولوجية لكنها غير محسوسة لأنها وظيفية.

الطور الثاني : الاستجابة النسيجية للعظم السنخي :

 

امتصاص عظمي بالمنطقة المرافقة للحركة السنية

 

توضع عظمي بالمنطقة المعاكسة للحركة التقويمية

جهة الضغـط : في حال كون القوة التقويمية ضئيلة وموزعة بشكل جيد على الرباط ï امتصاص مباشر في الامتصاص المباشر يحدث :

 

– يزداد عدد الخلايا الضامة في الرباط والجدار السنخي الداخلي.

 

– وتظهر كاسرات العظم التي تفرز خمائر تخرب النسيج العظمي.

 

– يحصل الامتصاص العظمي مباشرة على السطح الداخلي للصفيحة العظمية .

 

– يبدأ الامتصاص العظمي بعد ساعات من تطبيق القوة التقويمية .

 

ملاحظـة : الامتصاص المباشر يشاهد بشكل دائم في الحركة السنية الفيزيولوجية وبشكل مؤقت خلال الحركة التقويمية .

أما في حال كون القوة التقويمية شديدة وغير موزعة بشكل جيد يحدث الامتصاص الغير مباشر.

 

تحدث في الامتصاص غير المباشر :

 

يكون الضغط الدموي المحيط بمناطق الاستحالة الزجاجية قليل والتروية الدموية غير متوقفة والحياة الخلوية نشيطة.

 

فتظهر خلايا متعددة منها كاسرات العظم التي تحاول إعادة التوازن اعتباراً من المناطق المحيطة بالاستحالة الزجاجية.

 

تظهر البالعات الكبيرة المسؤولة عن ارتشاف وهضم المناطق المتموتة. تعود التروية الدموية تدريجياً مترافقة مع خلايا كاسرات العظم على طول الجدار السنخي اعتباراً من المسافات النفوذة للعظم مما يؤدي إلى الامتصاص حيث تتمايز كاسرات العظم من المحيط إلى المركز.

إن المادة الأساسية مادة لزجة وتعتبر جهاز هيدروليكي ضمن الرباط السني

 

وبالتالي أي قوة راضة ï انضغاط الرباط في مناطق معينة وانحصارها ضمن العظم والملاط.

 

ï هجرة المادة الأساسية بسرعة للحجب العظمية المجاورة.

 

ï للألياف الرباطية تتراص فوق بعضها البعض .

 

ï مساحات خالية من الخلايا حيث يتقدم النشاط الخلوي.

 

ï حدوث استحالة زجاجية وتموت (أول من سماها استحالة زجاجية هو العالم ريتاك) .

 

في المراحل اللاحقة ï المناطق المحيطة بالاستحالة الزجاجية تعيد النشاط الخلوي.

 

ï تتمايز خلايا كاسرة للعظم تهاجر من المناطق البعيدة.

 

ï تقوم هذه الخلايا بهضم مناطق التموت أولاً ثم هضم العظم ثانيا.

 

إذاً هناك 3 مراحل في حال وجود امتصاص غير مباشر هي :

 

1- حدوث حركة سنية سريعة خلال الدقائق الأولى .

 

2- حدوث استحالة زجاجية تسبب جمود في الحركة .

 

3- حركة سنية بعد 3-4 أسابيع وليس بعد عدة ساعات كما في الامتصاص المباشر.

 

كلما كانت القوة التقويمية راضة أكثر كلما كانت الاستحالة الزجاجية أكبر وهنا تصبح منطقة تموت (لا توجد خلايا كاسرة للعظم) مما يؤدي إلى توقف الحركة السنية.

 

إذاً : الحركة التقويمية لا تزداد باضطراد مع زيادة القوة التقويمية .

 

وبالعكس كلما ازدادت القوة التقويمية ï كلما كانت الاستحالة الزجاجية أكبر ï توقف الحركة السنية، وبالتالي حدوث رض شديد على مستوى الخلايا المولدة للملاط ï توقف الحركة التقويمية ï يتأثر جذر السن ويحدث امتصاص فيه .

 

ملاحظـة :

 

عند رض الخلايا المولدة للملاط التي تفرز طليعة الملاط ï يتوقف تشكل طليعة الملاك. والتي هي مادة مقاومة للامتصاص، وبالتالي يحدث امتصاص الملاط (جذر السن).

الفرق بين الامتصاص المباشر وغير المباشر

المباشـر : الخلايا الكاسرة للعظم تتمايز من الرباط السنخي السني مباشرة وتتوضع على الجدار السنخي العظمي .

 

الغير مباشر : تحدث استحالة (تموت نسيجي) فتأتي الخلايا من مناطق بعيدة وتقوم أولاً بهضم منطقة الاستحالة ثم تتمايز كاسرات العظم من الحجب العظمية المجاورة وبشكل غير مباشر تقوم بحل النسيج العظمي.

 

حركة سريعة ï ثم تتوقف الحركة بسبب الاستحالة ويستمر هذا من 10 أيام إلى 4 أسابيع ï حركة سنية معتدلة ويتحول الامتصاص الغير مباشر إلى مباشر ، وهنا يمكن زيادة القوة التقويمية بشكل معتدل لنحصل على حركة سنية مناسبة .

 

جهـة الشد :

 

تكون الألياف الرباطية مشدودة مما يحرض توضع العظم (عظم حزمي يحوي ألياف غرائية).

 

تنطمر الألياف الغرائية تدريجياً ضمن طبقات العظم المتوضع حديثاً .

 

يتم التوضع العظمي بواسطة الخلايا المولدة للعظم والمتواجدة بكثرة على طول الجدار السنخي حيث تفرز طبقات متتالية من العظم السنخي (طليعة العظم) .

 

ملاحظـة :

 

قوة معدلة ï طليعة العظم متجانسة على السطح الداخلي .

 

قوة شديدة ï نتوءات من طليعة العظم على الصفيحة الداخلية بسبب شد مناطق أكثر من مناطق أخرى .

 

تتكلس طليعة العظم لاحقاً بعد حوالي أسبوعين إلى أربع أسابيع .

 

الألياف الرباطية تعيد ترتيب وبناء نفسها من جديد حيث ينطمر جزء منها ضمن العظم وتقوم الخلايا المولدة لليف بإفراز مجموعات جديدة مما يؤدي لعودة المسافة الرباطية لثخانتها الطبيعية وهذا يوجد وراثياً .

 

بعد تطبيق الجهاز التقويمي مباشرة إذا أخذنا صورة شعاعية سنلاحظ تمطط الألياف الرباطية وتوصع المسافة الرباطية في جهة الشد مما يؤدي لحدوث استجابة نسيجية على مستوى العظم السنخي حيث تقوم الخلايا المولدة للعظم الموجودة على الجدار الداخلي للصفيحة الغربالية بإفراز نسيج عظمي ï كل السطح الداخلي للصفيحة الغربالية مغطى بطليعة العظم .

 

وطليعة العظم لها دور أساسي وهام في الحركة التقويمية حيث لها دور إيجابي ودور سلبي .

 

الأجهزة المتحركة تتعلق بتعاون المريض، فعند وضع الجهاز التقويمي يتم تطبيق قوة تجر السن ï تتمطط الألياف وتتشكل طليعة العظم .

 

عند نزع الجهاز من الفم وباعتبار طليعة العظم نسجاً عضوية مقاومة للامتصاص فالألياف الرباطية تحاول العودة لمكانها الأصلي فتصطدم بطليعة العظم التي تمنع النكس وعودة السن لوضعه الأصلي .

 

ولكن المشكلة تكمن فيما إذا كان المريض لم يعد يضع الجهاز في فمه وهكذا فإن الاصطدام الشديد والمستمر بين جذر السن وطليعة العظم سوف تؤدي إلى امتصاص جذر السن.

 

فإذاً الدور الإيجابي لطليعة العظم يتجلى بمنع نكس الحالة .

 

والدور السلبي يتجل بامتصاص جذر السن (ذروته) إذا لم يلتزم المريض بوضع الجهاز التقويمي .

طليعة العظـم :

عبارة عن المادة العضوية المشكلة للعظام دون تكلس .

 

لا تشاهد طليعة العظم على الصور الشعاعية لأنها خالية من العناصر المعدنية ولهذا السبب (عدم وجود العناصر المعدنية) فهي غير قابلة للامتصاص .

بعد تطبيق القوة التقويمية تحدث حركة سريعة فجائية، هذه الحركة تكون بمقدار سماكة الرباط السنخي السني، ثم يحدث توقف في الحركة السنية بسبب الاستحالة الزجاجية (تستمر من 3 ï 4 أسابيع) . بعد ذلك تتابع الحركة التقويمية سيرها .

 

بشكل عملي طبيب السنان غير قادر على أن يطبق قوى متوازنة على مستوى الرباط السنخي السني ، فغالباً (90 %) من القوى التي يطبقها طبيب الأسنان عبارة عن قوى شديدة نوعاً ما وتسبب بشكل أو بآخر استحالة زجاجية حسب رضها للنسج الرباطية.

في الأجهزة الثابتة نستعمل أسلاك عالية المرونة وهنا يمكن أن تحدث استحالة زجاجية ولكن بمراحل معينة من تطبيق هذه الأسلاك يمكن أن يحدث لدينا امتصاص مباشر.

 

يشاهد الامتصاص المباشر بشكل أساسي في الحركة السنية الفيزيولوجية (انسلال طبيعي للأسنان) .

 

الاستجابة النسيجية في المفصل الفكي الصدغـي

مقدمـة :

– على مستوى الأسنان التي تتحرك 7- 8 ملم .

 

– على مستوى المفصل : حيث يعود الفك السفلي لمكانه وذلك نتيجة تحريض النمو اللقمي بالمفصل .

 

وقال بعضهم : إن المفصل لا يستجيب للحركة التقويمية لأن نموه يكون قد انتهى واكتمل .

 

وقال آخرون : إن المفصل الفكي الصدغي هو مفصل ثانوي يستجيب للقوى الوظيفية وقوى الضغط (التقويمية) ويتأقلم معها ، وهو الرأي المقبول .

 

العالم الأول الذي أثبت نمو المفصل الفكي الصدغي هو Karl Breither 1930

 

حيث قام بالتجربة التالية :

 

طبق جهاز وظيفي على قرد بحيث يكون الفك السفلي بوضع امامي ومنع القرد من إعادة فكه السفلي للخلف ï حدوث تمطط بالمحفظة المفصلية والألياف الرباطية، مما أدى إلى تشكيل عظم عند اللقم وتحرض عند ذلك القرد بروز زائد للفك السفلي .

 

مقطع خلفي باللقمة :

 

1- طبقة ليفية (نسيج ضام ليفي) قليلة التوعية وغنية بالألياف .

 

2- طبقة الخلايا المولدة للغضروف : تتأذى بالرضوض الوظيفية .

 

3- طبقة الخلايا الغضروفية .

 

4- طبقة التعظم .

 

 

@ لاحظ هذا العالم أن تطبيق هذه الأجهزة الوظيفية أدى إلى شد الفك السلفلي للأمام

 

ومن العلماء الآخرين الذين بحثوا في هذا المجال :

 

Baum 1961

 

Stockli , Willert 1971

 

Mcnamara 1972

 

 

عندما نطبق قوة تقويمية منشطة لنمو الفكين نلاحظ زيادة سماكة طبقة الخلايا الغضروفية .

 

الاستجابة على مستوى المفصل تكون بحدود الميلي متر أو أجزاء من الميلي متر.

 

الأجهزة الوظيفية مسؤولة عن تغيرات في العظم بشكل أساسي وخاصة في الفك السفلي أما بشأن المفصل الفكي فقد كان هناك جدل حول إمكانية كبح النمو في منطقة المفصل مثل حالة مريض لديه بروز فك سفلي .

 

اعتبرت المدارس الأمريكية أن الأجهزة الوظيفية لا تحرض نمواً في اللقم، أما عند الأوربيين فقد أثبت العكس بتجربة عام 1930 المذكورة أعلاه .

نسيجياً

زيادة عدد الخلايا المولدة للغضروف في لقمة الفك السفلي ï زيادة بروز الفك السفلي للأمام

 

عندما نطبق قوة محرضة على اللقم ï تولد وزيادة في الطبقة غضروفية ï سماكة الفك السفلي .

 

أما جهاز الكبح ïنقص المنطقة الغضروفية .

 

في حال تراجع الفك السفلي نطبق جهاز تحريض لنمو الفك السفلي مما يسبب دفعه للأمام وبالتالي انزياح اللقم داخل الجوف العنابي ï تمطط الألياف المفصلية ï تحريض النمو على الجدار الخلفي للقمة وبالتالي توضع غضروفي بينما يمتص الجدار الأمامي منها وبنفس الوقت يتوضع العظم على الجدار الخلفي للجوف العنابي بينما تتعرض الحدبة المفصلية للامتصاص

 

1975 : استطاعوا من خلال التقويم التأثير على الفك السفلي وتحرض نمو الغضروف لكن هذه الزيادة موجودة وراثياً عند المريض ولا تظهر إلا بتأثير الأجهزة، أي أن الأجهزة لا تحرض نمواً أكثر من الزيادة المقررة وراثياً عند المريض .

 

المصدر :

 

قسم تقويم الأسنان – كلية طب الأسنان – جامعة دمشق

عن فريق التحرير

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*